الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث صفاقس: يطعن زوجته حتى الموت أمام إبنتهما

نشر في  01 أوت 2014  (12:44)

بعد أن تقدمت بقضية عدلية ضده، اعترض رجل زوجته وأم أبنائه الخمسة في الطريق العام، وأمام ابنتيهما استل سكينا حادة، وبطعنة واحدة غائرة أردى زوجته قتيلة على عين المكان.

هذه القضية المأساوية جدت أطوارها مساء أول أمس الاربعاء أي اليوم الثالث من عيد الفطر بطريق منزل شاكر كلم 12، بمنطقة سكنية هادئة تعرف بمنطقة «الخزانات» التي ستبقى تربتها شاهدة عيان على وفاة زوجة بطعنة سكين من شريك حياتها، والسبب مجرد شكوك في تجاهلها له حسب اعترافاته لدى باحث البداية.
خلافات تافهة 
اعتراف المتهم بجريمته النكراء كان بعد ساعتين فقط من الحادثة، بعد أن تمكنت فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني بصفاقس من إيقاف المتهم بمنطقة ساقية الزيت بصفاقس حين كان يروم التحصن بالفرار ..
قضية الحال، تنطلق بخلافات عائلية جدت بين شريكي الحياة، فبعد سنوات طويلة من الزواج أثمرت 5 أبناء وبنات إحداهن متزوجة، تسللت الشكوك إلى قلب الزوج فانقلبت حياة الأسرة بأكملها خلافات وخصومات ومشادات كلامية.. سب وشتم لأسباب تافهة حتى ضاق المنزل بساكنيه فقررت الأم وضع حد لهذه العلاقة الزوجية التي نخر أسسها الشك من خلال التوجه إلى القضاء ليكون الفيصل بين المختلفين. 
صباح أول أمس، وفي اليوم الثالث من العيد، تحولت الزوجة رفقة إبنتها البالغة من العمر 12 عاما إلى مقر المحكمة الابتدائية بصفاقس، وبعد اتصالات من هنا وهناك بالعاملين بالمحكمة والمحامي وغيرهم، عادت أدراجها إلى منزل والديها الكائن بمنطقة الخزانات بصفاقس على متن سيارة «تاكسي».
الضربة القاتلة 

على طول الطريق الرابط بين قلب المدينة ومحل إقامتها، كانت تستحضر شريط حياتها بمره وحلوه غير عالمة بأن شريك حياتها ووالد أبنائها وبناتها كان يتابعها في كل تحركاتها وتنقلاتها، ومع كل خطوة كانت تخطوها، كانت نار النقمة تزداد اشتعالا وتأججا بين أضلعه فكان قرار التشفي والانتقام المجاني.

لما نزلت الزوجة رفقة ابنتها من سيارة الأجرة التاكسي وسارعت خطواتها إلى مقر إقامتها، اعترضها شريك حياتها بالمسلك الفلاحي، ودون مقدمات مطولة، طعنها بسكين حادة طعنة غائرة أردفها بطعنات أخرى سريعة ومتتالية وسط هلع الفتاة وذهولها وصورة والدها أمامها. هذا الأب الذي كان بالأمس القريب يحتضن أبناءه وبناته ويسهر على تربيتهم بكل حنان ومسؤولية، تحول إلى قاتل.

صاحت وحاولت بكل ما أوتيت من جهد أن تفتك أمها من بين سواعد أبيها وسكينته الحادة، لكنها لم تفلح.. فقد خرت الزوجة أرضا لتسقي أديم الأرض بدمائها التي توزعت في المكان الذي كان يمر منه بالصدفة أحد المتساكنين الذي هزه ضميره فاندفع مسرعا في محاولة لإنقاذ حياة الفتاة وأمها.. وفعلا أنقذ الفتاة لكن الأم فارقت الحياة إلى الأبد.

أمام هول الفاجعة، اهتم «المنقذ» بالأم، ففر الزوج مذعورا إلى وجهة غير معلومة تاركا شريكة حياته تحتضر وفلذة كبده تصرخ وتصيح ملقيا بأداة الجريمة في مسرحها. الوجهة التي فر إليها المتهم والتي كانت غير معلومة لدى العموم، باتت في أقل من ساعتين معروفة عند أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني بصفاقس والذين تمكنوا من القبض على المتهم بطريق تونس بعد ساعتين فقط من جريمته.

المتهم، اعترف بكل تفاصيل جريمته مؤكدا أن الشك هو الذي دفعه لاقتراف هذا الجرم الذي شتت عائلة بأكملها وخلف قتيلة وصدمة نفسية لفتاة لن تنسى صورة والدتها التي وافاها الأجل بطعنات سكين من أبيها.

المصدر: الشروق